المحرقة الدموية الاسرائيلية .. والصمت المدوي
المحرقة الدموية التي نفذتها الآلة العسكرية الصهيونية وحصدت خلالها أرواح الأبرياء من الأطفال الرضع والشيوخ والنساء و الشباب في قطاع غزة بعد حصار طويل استهدف تجويع أكثر من مليون ونصف فلسطيني في هذا القطاع الصامد وتعطيل حياتهم وقطع كل وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي وتحويل هذا القطاع كسجن جماعي وعقابي يراد منه تهريب وتخويف الآمنين المدافعين عن قضيتهم العادلة في الاستقلال الكامل والشامل للأرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

المحرقة التي حاولت الصهيونية العالمية أن تبيد من خلال صواريخها ودباباتها وطائراتها أطفال ونساء وشباب غزة الصامدة إلا أنها لم تفلح في الوصول إلى هدفها وحملتها العسكرية على الرغم من شدة قساوتها وهمجيتها والقصف الصاروخي المكثف والقتل المستمر وما خلفته هذه المحرقة التي سقط ضحاياها من صفوف الشعب الفلسطيني المئات من الشهداء والجرحى وطالت الأطفال الرضع الذين ما زالوا في المهد في مذبحة وحرب همجية.

 هذه الأعمال الإجرامية التي شنتها الآلة العسكرية الصهيونية على إخواننا في فلسطين العربية المحتلة ما كانت أن تحدث لولا المناخات والأجواء المهينة التي وجدتها إسرائيل لتشن عدواها وجرائمها الشنيعة على الشعب الفلسطيني .. فالخلافات الفلسطينية بين فتح وحماس لها دور في تشجيع العدوان والصمت العربي هو عامل قوي على مواصلة العدوان واستمراره أمام الموقف الدولي فكفته تميل إلى كفة الصهاينة ولا تفرق بين الجلاء الضحية ولا تقرا أو تعترف بأدنى شي يحفظ لها ماء الوجه ألا وهو التنديد بهذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل كل يوم أمام مرأى ومسمع مجلس الأمن الدولي الذي عجز في اتخاذ قرار واضح لإدانة جرائم ووحشية إسرائيل وهو بذلك يعطي الضوء الأخضر للعدو الصهيوني لاستمرار جرائمه  ضد الفلسطينيين العزل أطفالا ونساء وشيوخا.. أما الشارع العربي فلا وسيلة لدية غير المهرجانات والمسيرات ليعبروا من خلالها عن شجبه واستنكاره لتلك المجازر والأعمال الإرهابية في حق الفلسطينيين التي تقوم بها إسرائيل اكبر دولة إرهابية في العالم فالصمت المدوي بشكل عام يعتبر بحد ذاته جريمة لا تفتقر ليس في حق الفلسطينيين وحسب وإنما في حق الإنسانية جمعاء والذين يظنون أن الشعب والضمير العربي قد مات أو بلغ به العجز واليأس فلم يعد قادرا على التحرك أو النهوض بل بالعكس فالضمير العربي لم يرقد أو يموت فهو ما زال مستيقظا بدليل ذلك الحراك والتفاعل الذي شهدته وتشهد عدد من المدن اليمنية والعربية من مهرجانات ومسيرات حاشدة للوقوف مع شعبنا الفلسطيني في غزة والمطالبة باتخاذ موقف قوي لنصرة إخواننا في غزة بالمال والروح كل تلك المواقف تدل على وقوف أبناء الشعب اليمني وامتنا العربية مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي تحاصره الدبابات برا وجوا وهو يقف صامدا مدافعا عن أرضه وشرفة وكرامته وعزته ومن ورائهم يقف كل عربي شريف غيور عن قضية العرب الأولى.. قضية فلسطين العربية الصامدة .. تحرير هذه الأرض العربية من دنس  الصهاينة واستعادة مقدساتنا العربية وكل شبر من فلسطي