لا يا أبناء تريم وشبام
مدينة تريم وشبام هي إحدى مدن التاريخ والعلم بوادي حضرموت والتي ذاع صيتهما في مختلف بلدان العالم بواسطة ما أنجبتهم من علماء وأدباء ومثقفين وشعراء وغيرهم على مر العصور حيث يضرب بهم المثل بما تحتله من مكانه بين أوساط المجتمع داخليا وخارجيا على ما يتمتعون به من علم وثقافة ووعي.

المدينتان شهدتا خلال اليومين الماضيين أعمال شغب ولكن إلى أن اكتب هذا المقال لا اصدق نفسي أن ما حدث في تلك المدينتين خلال الايام الماضية هو من فعل أبناء تريم وشبام لكوني اعهد فيهم الوعي والثقافة وليس الغوغاء والجهل فهم يعرفون كيف يعبرون عن رأيهم بالطرق السلمية وليس بالفوضى والتخريب والتكسير.. ليس في تريم أو شبام ولكن في مختلف مناطق اليمن السعيد الذي يعتبر الكل ضد هذه الأعمال، فالتعبير عن الرأي وفق النظام والقانون والحكمة والموعظة الحسنة بتنظيم المسيرات السلمية هو حق كفله الدستور ولا احد يستطيع أن يقف ضده أو يعارضه والكل معه وفي المقدمة.
فها هو الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي دائما يدعو إلى ذلك بالطرق السلمية وكل مبادراته تشهد له وحفاظا على السلام في المسيرات السلمية أعطى توجهاته للأجهزة الأمنية بالحماية الكاملة لتلك المسيرات والحفاظ عليها من حدوث أي مظاهر تخل بالأمن لتكون أنموذجا للديمقراطية في يمن الثاني والعشرين من مايو 1990م.
ما شدني أن اكتب هو ما رأيته من خراب وتكسير في بعض المواقع في تلك المدينتين خاصة ومدن اليمن الأخرى بعد خلفية ما شهدته من أعمال شغب ومسيرات غير منظمة ويغلب عليها العشوائية، وسببها حماقة ارتكبها أناس جهلة دخلاء على المدينتين فالتكسير والتخريب ليس مكسبا ولكن خسارة على سكان تلك المدن فما تم تكسيره هو أولا ملك لهم ولمدنهم وليس لأحد ثاني، وإعادة إعمار ما خرب لن يتم بسهولة، وإنما عبر دراسات وخطط ومشاريع وميزانيات وكل ذلك يأخذ وقتا وجهدا كبيرا، وما لنا ألا نعبر عن رأينا بالطرق السلمية الصحيحة لنقدم أنفسنا لشعوب المنطقة بمظهر حضاري وأنموذج ديمقراطي، ألا يعي أولئك أن أعمال التخريب والتكسير تضر بمطالبهم وبمصلحة وطنهم؟؟!