ربح المشمرون بما عملوا من أعمال صالحة، وخسر المفرطون بما قضوه في لهو
وغفلة.. والدنيا تذهب ، ولا يبقى للإنسان إلا عمله الصالح.. فقد أقام
السابقون منا في حضرموت مجامع ومجالس دروس وتعليم، وغرسوا عادات وتقاليد لن
تجدها في مجتمعات او مناطق اخرى .
مدن حضرموت تزخر بمجالس العلم والعلماء، فعلى مدى كل أيام الأسبوع تجد مبتغاك من الدروس والمجالس في مساجد وأربطة وزوايا وقباب مدنها، وفي ازمان مختلفة، فجلسات العلم والمدارس التي تقام تتنوع وتتوزع طوال اليوم من الصباح وحتى المساء بعدد أيام الأسبوع ..
وهناك تقاليد سنوية تتجدد كل عام في نفس مواعيدها.. تجتذب تلك المجالس أهل الخير من مختلف مناطق حضرموت..
في مدينة سيؤون اعتاد الناس على التجمع سنويا في زاوية الحبيب محمد بن هادي السقاف، الواقعة اقصى غرب المدينة لقراءة صحيح البخاري في أوقات مختلفة، تبدأ من الفجر وتمتد حتى اطراف الليل بعد صلاة العشاء ..
وللحبيب محمد بن هادي رؤية خاصة لهذا التجمع حيث قال : نوينا بقراءتنا البخاري النفع لنا ولغيرنا ونوينا مطالب حسية ومعنوية لنا خاصة ولأهل بلدنا عامة وسائر بلدان المسلمين ..
كما قال أيضا : لو لم يكن في قراءة البخاري إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَـكَفتْ لأنها ما ذُكرت في مجلس إلا عطّرته بريحها فكيف وفيها كلام رسول الله وأخباره وكلامه مع زوجاته وأهله وفيها ذكر الحلال والحرام والصلاة والصوم والزكاة والحج والصدقة والإجارة والمساقاة وغير ذلك من أحكام الشريعة المطهرة .
هذا التقليد السنوي يقام كل عام في تراتبية ثابتة، ويتم استهلاله فجر اليوم الثاني من شهر رجب، ويُختَتَم يوم الخميس الثاني من الشهر نفسه..
ويتجمع له الكثير من مختلف احياء سيؤون وما جاورها من مناطق، حيث تقام إلى جانب قراءة صحيح البخاري تلاوة القرآن الكريم بين مغرب وعشاء، وتكتض شوارع ساحة الزاوية بأعداد كبيرة من الحضور في مشهد مهيب، وتجد الجميع منكبين على المصاحف لقراءة القرآن حتى يحين موعد الصلاة، وبعدها يتم الشروع في قراءة الصحيح ..
يتكرر هذا الأمر كل عام وقد صادف هذا العام 1443 هجرية يوم الخميس الموافق 3 فبراير 2022م ويستمر هذا العام على مدى أسبوع حيث ينتهي فجر يوم الخميس القادم وهو الخميس الثاني من شهر رجب المصادف للتاسع من شهر رجب الاصب ليلحقه مباشرة في ترابط منسّق وجميل تجمّع آخر يقام في منطقة عيديد بسحيل سيؤون في عصرية نفس اليوم الخميس الثاني من الشهر..
ويتم اختتام فعالية قراءة صحيح البخاري في زاوية الحبيب محمد بن هادي السقاف يوم الجمعة الثانية من شهر رجب كل عام..
وتعاد هذه المجالس سنويا، بشكل دوري، مترابط ومتلاحق .