ذكره الله تعالى في كتابه العزيز بلفظ الماء ثلاثاً وستين مرة، وبلفظ الغيث
والمطر والوابل. ونهانا سبحانه عن الإسراف في الماء وذلك لأهمية هذه
النعمة فقد عرفت مدينة تريم بمدينة الصديق حيث دعا لها الصحابي الجليل
أبوبكر الصديق رضي الله عنه بثلاث دعوات (( أن يكثر بها الصالحون، وأن
يبارك الله في مائها، وأن لا تطفأ بها نار إلى يوم القيامة)) ومعناه: أن لا
تزال عامرة إلى يوم القيامة هذه الدعوات واضحة للعيان إلى يومنا هذا ..
ونعمة الماء من النعم التي ينعم بها ساكنو المدينة وبأسعار معقولة ورغم تلك المميزات الا إن هناك مشاكل وهموم يعاني منها المواطن داخل تريم منها تهالك الشبكة وانتهاء عمرها الافتراضي وعدم التوسع في الشبكة مقارنة بالتوسع والزحف العمراني الكبير الذي تشهده المديرية وكل ذلك يحتاج إلى مشاريع ودعم مادي كبير لا نحب أن نطيل في الحديث توجهنا إلى فرع المؤسسة المحلية للمياه بمديرية تريم ..
وإلتقينا بمدير الفرع الأستاذ عمر عبدالباري العيدروس وقدمنا له عدة اسئله و رحب بنا وأجاب عن أسئلتنا بكل شفافية وإليكم ما دار بيننا في الحوار التالي :
( رغم الوضع الاستثنائي نفذنا مشاريع )
س1 * هل أنتم راضون على ما وصلت إليه المؤسسة؟ وماهي إنجازاتكم بالمديرية ؟
ج1/ بداية أحب ان اعطي تعريف بفرع تريم أحد فروع المؤسسة المحلية للمياه م / حضرموت الوادي والصحراء وهو فرع مستقل بإشراف من الإدارة العامة للمؤسسة بسيئون وافتتح المشروع في 1 نوفمبر 1999 م ويعمل فيه 103موظف حاليا ويتم تموين المواطنين بمدينة تريم وبعض القرى المجاورة بالمياه حيث لدينا 11بئر بحقل المياه بدمون وبئر في عيديد منطقة حصاة المقاتيل ، ولدينا ستة خزانات بإجمالي خزن 4400 متر مكعب موزعة في عدة مناطق ، وشبكة رئيسة من أقطار من 80 ملم إلى 500 ملم لطول حوالي 80 كلم وشبكة فرعية بطول حوالي 300كلم .. طبعا نحن لسنا راضون عن ماوصلت إليه المؤسسة نظرا لقلة المشاريع نتيجة الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلد .. لكننا نفذنا عدد من المشاريع منها حفر وتجهيز ثلاث آبار وأدخلت للخدمة وتنفيذ مشروع إحلال الشبكة القديمة بطول 17كلم وشبكة جديدة لمنطقة لوسط بدمون وإيصال المياه لمناطق المتضررين من سيول 2008 بروغة وخباية والقوز وعدد من التجمعات السكنية بمساهمة من المؤسسة ومنظمات ومواطنين و من المشاريع أيضا بناء خزان حجري سعة 800 متر مكعب في منطقة عيديد تمويل مشروع صندوق الاشغال العامة . ونتابع العديد من المنظمات والسلطات المحلية في إعطاء تريم عدد من المشاريع لتعزيز الخدمة للمواطنين ..إضافة لنجاحاتنا في المؤسسة بالوادي بشكل عام و الحفاظ على استمرار الخدمة للمواطنين في أحلك الظروف رغم التردي في كل الخدمات للمواطنين في كل المجالات وكل محافظات الجمهورية بفضل من الله وتظافر الجهود من كل العاملين في المؤسسة واسعار المياه في متناول الجميع لم تطرأ عليها زيادات الا في الحد الأدنى خاصة المنزلي والتعمير والتجاري ..
( استبدال الشبكات يحتاج مبلغ 2،5مليون دولار)
س2 * تعاني المديرية خاصة داخل المدينة من تردي شبكة المياه حيث أن عمرها الإفتراضي قد انتهاء و له الأثر الكبير في تلوث المياه الواصلة إلى المنازل وإلحاق الضرر الصحي بالمواطنين و الضرر المادي بالمنازل مثلما حصل في حارة السوق مؤخراً برأيكم متى يتم التخلص من هذه الكارثة المحدقة؟
ج2/ بالنسبة للشبكات القديمة التي تشكل حوالي 60بالمائة من طول الشبكة خاصة الفرعية فهي تعد متهالكة ورفعنا العديد من مشاريع الاحلال للإدارة العامة للمؤسسة والسلطة المحلية بتريم والوادي لتمويلها وكذا لعدد من المنظمات لكن لم نحصل إلا على مشروع واحد في عام 2018م بقيمة 147 الف دولار وان شاء الله يتم تمويل و استبدال هذه الشبكات التي تحتاج لمبلغ أكثر من 2.5 مليون دولار ..أما الشبكة الرئيسه من الأنابيب الدكتايل فتحتاج لأكثر من ذلك المبلغ ..
س3 * لماذا تعثر مشروع مجاري الصرف الصحي بالمدينه ؟ علما بأن الحفريات بالشوارع تسببت في حوادث بالمواطنين ؟
( توقف الدعم توقف مشروع الصرف الصحي )
ج 3/ تعثر مشروع الصرف الصحي بسبب توقف الممول وهو الصندوق العربي الانماء الاقتصادي والاجتماعي عن دفع حصته من التمويل البالغ 75بالمائة من إجمالي المبلغ وهو 25 مليون دولار وكذا عدم التزام الحكومة بدفع حصتها بنسبة 25بالمائة نتيجة ظروف الحرب ولكن لازالت المتابعة جارية عبر وزارة المياه والبيئة ووزارة التخطيط لاستئناف العمل حيث وصلت نسبة التنفيذ للشبكات حوالي 50بالمائة و30بالمائة لمحطة المعالجة ..
( نواجه صعوبات كثيرة )
س4 * ماهي الصعوبات والتحديات التي تواجهكم في عملكم بالمؤسسة؟
ج4/ بالنسبة للصعوبات والتحديات فهي كثيرة مثلنا مثل كل مؤسسات الدولة منها توقف البرنامج الاستثماري الحكومي بسبب الحرب وكذا عزوف عدد كبير من المستهلكين عن التسديد مما أثر على التزامات الفرع حيث بلغت المديونية أكثر من 350 مليون ريال. كذلك الزحف الجائر على حقل المياه بدمون وهو الحقل الوحيد للمدينة ..كذلك ضعف الفولتية للتيار الكهربائي والانطفاءات الكثيرة خاصة في فصل الصيف مما يسبب لنا نقص في إنتاجية المياه ومعاناة المواطنين خاصة المناطق المرتفعة والبعيدة وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة للمولدات .. كذلك انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد والوقود وغيرها مع عدم مواكبة التسعيرة للأسعار أرهق الفرع وصارت مشترياتنا بالحد الأدنى .. تلك بعض الصعوبات والمشاكل التي تواجهنا ونتأمل من الله عز وجل أن تصلح البلاد وتنتهي الحرب ويعم السلام والرخاء في ربوعها فستتحسن الخدمة وتنفذ كل المشاريع التي نتأمل تحقيقها.
( نطالب بمشاريع من حصة النفط )
س5 * في ختام هذا اللقاء كلمة تودون قولها للمواطنين والمقيمين بمديرية تريم؟
ج5/ نحث المواطنين من أبناء تريم والمقيمين والنازحين وطلاب العلم على الترشيد في استخدام المياه فهي من افضل النعم التي ينعم بها وادي حضرموت وكذا نحثهم على الوفاء بالتزاماتهم من خلال سرعة التسديد للفواتير ..كذلك نأمل من السلطة المحلية بالمحافظة والوادي وكذا الإدارة العامة للمؤسسة بإعطاء مدينة تريم حصتها من المشاريع من حصة حضرموت من النفط ومتابعة المنظمات الدولية في التمويل وان يقفوا معنا لتعزيز الخدمة للمواطنين ونتقدم لكم بالشكر الجزيل أستاذ حسن الكاف على هذا اللقاء واهتمامكم بقضايا المجتمع المختلفة .
تمت الإضافة في قسم مقابلات لموقع بـــــوابـــــــــة محافظة حضرموت